مركز الدراسات الاسلامية بالقيروان
Fr / En  
 
 
العنوان :مدرسة القيروان بين الفقه و الحديث
التاريخ :14/11/2013

المحاضر : د. خالد الطرودي د. حمودة بن مصباح

التقديم :

تقديم كتاب مدرسة القيروان بين الفقه و الحديث
مركز الدراسات الاسلامية بالقيروان مؤسسة عمومية راجعة بالنظر لوزارة التعليم العالي ،  وهو تابع لجامعة الزيتونة ، ومن مهامه توفير المعلومات الموضوعية التي تساعد على فهم الاسلام و ما  يتصل به من علوم و معارف الفهم الصحيح ، كما يعرف بنتائج الدراسات المنجزة ونشر البحوث و تعميمها ..وفي اطار النشاط العادي للمركز لسنة 2013 قدم كل من الدكتور حمودة بن مصباح و الدكتور خالد الطرودي كتابا من اصدار مركز الدراسات الاسلامية بالقيروان بعنوان "مدرسة القيروان بين الفقه و الحديث " حيث تطرق كل منهما الى تعريفنا بمحتوى الكتاب الذي تضمن سلسلة من المداخلات قدمت في ندوة دولية بالمركز ونشر في 2013 ، ومن خلاله سعى الدكتور خالد الطرودي الى تعريفنا بمدرسة القيروان بين الفقه و الحديث ،وأكد على دور مدرسة القيروان في هذا المجال منوها بجهد الباحثين الذين عالجوا هذا المبحث و عرفونا بتاريخية الفقه و الحديث في مدينة القيروان عاصمة الحضارة الاسلامية .
بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم كتاب مدرسة القيروان لبن الفقه والحديث
هذا الكتاب ضمن منشورات مركز الدراسات الإسلامية بالقيروان متوسط الحجم يحتوي على 461 صفحة  صدر سنة 2013 . يتألف من مجموعة مقالات قدمها نخبة من الأساتذة والباحثين.أما المواضيع التي اهتم بها يمكن حصرها في:
1- مدرسة القيروان في الفقه والحديث/ ظروف النشأة
2- من إسهامات علماء القيروان في الفقه والحديث.
3- إشعاع المدرسة القيروانية في الداخل والخارج.
والكتاب الذي نحن بصدد تقديمه يتحدث حول مدرسة القيروان في الفقه والحديث والتعريف بأعلامها حيث ترتبط بتاريخ القيروان عاصمة الحضارة الإسلامية و بالحياة الفكرية والعلمية لزمرة من الفقهاء ومحدثين وتكشف عن إبداعاتهم.
فقد ذكر د. خالد الطرودي أن ما قدمه د. المنجي الكعبي في مقاله الذي تحت عنوان مدخل الى مدارس الفقه والحديث: مدرسة القيروان أنموذجا  أن  مصطلح مدرسة منذ نشأته في بلاد الإسلام ومقارنة بما وقع في الحضارات ألأخرى يترجم عن مدى قوة شخصية المعلمين الأولين وتأثيرهم على الفرد والمجموعة وعلاقاتهم بالعوامل الطبيعية والاجتماعية والسياسية والثقافية والتاريخية التي كان لها دور في بلورتها. كما ارتبط هدا المصطلح أيضا بتأثير البيئة والتقاليد والأعراف وما ولده من خصوصيات في تحديد نوعية العلاقات بين الأمم و سلوكياتهم.
وفي حديثه عن مدرسة القيروان كأنموذج في الفقه والحديث فقد بين الكاتب أن القيروان عبر تاريخها عرفت الكثير من المدارس الفقهية لأنها عرفت بكونها موطن أستقرار العلماء وكبار القراء والمحدثين الذين جاءوا من بلاد الشرق ودرسوا فيها، ومن أهمها مدرسة  الأمام سحنون  التي اعتمدت كتاب الموطأ مصدرا اساسيا يربط بين الحديث والفقه. كما لاحظ الكاتب أنه لا توجد دراسات علمية معمقة وموثقة عن هذه المدارس تترجم لأعلامها وتحدد نوعية الفكر فيها و تميزها في خطوطها العامة وتفاصيلها الجزئية عن المدرسة المصرية والعراقية.
أما بالنسبة  للمقال الذي يتحدث عن المدرسة المالكية بالقيروان : الخصائص والتجليات للأستاذ الدكتور. محمد الحبيب العلاني، فقد حاول صاحبه مند البداية الإجابة عن كيفية تشكل المدرسة المالكية بالقيروان وكيف أصبحت مرجعية  قائمة بنفسها حافظت على بقاء وحضور المذهب المالكي الى اليوم. فقد اختار المؤلف المنهج التاريخي الاستقرائي لدراسة هذا الموضوع كما حدد له الفترة الزمنية التي تبدأ من أواخر القرن الأول الى حدود القرن الخامس وبين كيف تحول المغرب الى بلد إسلامي سني مالكي المذهب. ومن أهم النتائج التي توصل اليها المؤلف تتمحور حول ترسيخ المذهب المالكي في المغرب العربيي الإسلامي واهتمام أهل القيروان بالموطأ. كما بين كيفية اختزال المذهب المالكي عقيدة أهل السنة وساعد على تحقيق النسيج الاجتماعي بالقيروان.
ثم تحدث الكاتب د. جمعة شيخة عن أهمية كتب الطبقات في التراث الإسلامي وعن دقة المعلومات التي تقدمها في مقاله الذي تحت عنوان البذور الأولى للمدرسة القيروانية في علمي الحديث والفقه من خلال كتب الطبقات. حيث حدد الكاتب عمله في ثلاثة كتب منها وهي.. طبقات أفريقية وتونس لأبي العرب التميمي القيرواني، وعلماء افريقية لمحمد ين الحارث الخشني، و رياض النفوس، لأبي بكر عبد الله المالكي.
ثم بين الكاتب أن هذه المصادر قدمت تراجم من حيث المذهب: مالكي- حنفي-شافعي- حنبلي- وعقائدي: معتزلي- شيعي. وتراجم من حيث المنهج مثل أصحاب حفظ وهم الأغلبية وأصحاب نظر وهم أقلية. ثم ذكر أن  أبا العرب يصنف العلماء الى صنفين: محدثون وفقهاء. كما ذكر أن الخشني أكثر إحكاما في تصنيفه لمن ترجم لهم. أما المالكي فقد وزع من ترجم لهم مابين 270 ترجمة منهم 100 محدثا و50 فقيها وحوالي الثلث ممن جمعوا بين الفقه والحديث. ثم استنتج الكاتب أن هذه المصادر بينت نوعية الحركة الفكرية بالقيروان خلال القرون الثلاثة الأولى حيث كانت مقامة على درجات متفاوتة أولها كانت مقامة على علمي الحديث والفقه. أما ثانيها فقد كانت مقامة على علوم أللغة وثالثها كانت مقامة على الأدب. ثم بين الكاتب  المراحل التي مرت بها الحركة الفكرية في ألقيروان فقد ذكر  أن المرحلة الأولى تميزت بالاهتمام بعلم الحديث خاصة في النصف الأول من القرن الثاني.  أما المرحلة الثانية فقد تميزت بكثرة الذهاب الى المشرق لطلب العلم وذلك لموت الصحابة والتابعين الذين كانوا يفدون على إفريقية وبروز أئمة كبار في المشرق أمثال مالك وأبي حنيفة. أما المرحلة الثالثة فقد ظهر فيها علماء في الفقه والحديث مثل أسد بن الفرات وسحنون وبدأت حركة التأليف التي اعتمد فيها أصحابها على الرواية والحفظ معا.
أما بالنسبة للعلاقة بين الحديث والرأي في فقه أهل القيروان  فقد بين الدكتور خليفة بابكر حسين أن هده العلاقة بدأت في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ثم انفردت مدرسة أهل المدينة بالحديث دون الرأي وهو عكس ما تميزت به مدرسة أهل العراق من تقديم الرأي على الحديث. كما  تحدث عن الصراع القائم بين المدرستين والدي ساعد على إخراجهما من مجالي الفقه والحديث الى مجال العقيدة مما أدى الى المزيد من التوتر والصراع بين أهل الحديث وأهل الرأي وكيف تأثرت مدرسة القيروان بنوعية هذا الصراع. تم تطرق الكاتب الى بيان طبيعة مدرسة القيروان ومميزاتها ومظاهر الاتجاه المدني فيها.
كما بين الدكتور عبد المجيد التركي مدى اهتمام علماء القيروان برواية الحديث ودرايته في مقاله الذي  تحت عنوان الموطأ بين الفقه والحديث أو ما أخذه علماء القيروان عن مالك. فقد ذكر أن اهتمام الأمام مالك بالحديث كان له الأثر الشديد على علماء القيروان حتى ينتهجوا منهجه. وكذلك ما أخذه أهل القيروان من الموطأ أو ما أضافه بعض العلماء  منهم كان ذلك بفضل ما ظهر في المشرق من حركة أهل الحديث بعد جيل مالك.


 
 
عودة
 

مركز الدراسات الاسلامية بالقيروان
© 2024 جميع الحقوق محفوظة ، مركز الدراسات الاسلامية بالقيروان